بسم اللة الرحمن الرحيم
تعرفنا فيه على أهمية معرفة الله ، وعلى كيفية تحصيل هذه المعرفة .. وتعرفنا على علامات العارفين لله محاولة أن نقترب لأحوالهم
وقد وقفنا عند : ثمرة مصاحبة العارفين بالله
قال ابن القيم في (المدارج) : "إن مجالسة العارف تخرجك من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، ومن الكِبر إلى التواضع، ومن سوء الطويَّة إلى النصيحة ".
إذاً أول شيء: يُخرجه من الشك إلى اليقين ..فمصاحبة العارفين ومشاهدة درجة إلتزامهم .. ستعرفني مَن أنا وما هي درجة إلتزامي الحقيقي ,, حينها لن أستطيع أن أدعى الإلتزام وأنا لم أصل له
ثانيًا: يُخرجه من الريـــاء إلى الإخلاص .. ، قصة الرياء أين تكون إشكالياتها ؟ .. تعظيم قدر الناس .. فلو عرف الله، لم يعُد الناس عنده بهذه المنزلة التي تجعله يركن إليهم أو ينتظر ثناءهم أو ينتظر نظرتهم لأنه سيكون قد عَرِفَ الله عزَّ وجلَّ، فيخرج إلى واحة الإخلاص والتجرد مع الله تبارك وتعالى.
ثالثًا: ومن الغفلة إلى الذكر .. فإذا عرف الله عزَّ وجلَّ دام وصاله به ودام اتصاله وذكره له، فتنقشع عنه تلك السُّحُب؛ سُحُب الغفلة.
رابعًا: ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة .. فالدنيا ستصير عنده بالمعرفة ::: لا ميزان لها
إنما أخرج من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، ماذا حصَّلت وماذا بنيْت لهذه الدار التي سأعمُرُها.
خامسًا: ومن الكبر إلى التواضع . . مشكلة المتكبر أنه يرى نفسه بعين التعظيم لا بعين الجناية .. فإذا عرف الله عرف نفسه، فإذا عرف نفسه خرج إلى التواضع ..
فبمعرفته أنه فقير .. سيعرف الله بصفة الغَني .. بصفة الغِنى .. فيعرف نفسه بأنه الفقر له ذاتي.
سادسًا: ومن سوء الطوية إلى النصيحة .. هنا الإشكال، هذا الذي خبُثت نفسه وصار مُعرِضاً، وصار لا يتقبل النُصح .. هذا ستجده إذا عرف الله عز وجل، سيغتنم النصيحة ويقبلها ويُحبها، لا أن يتلقَّاها بصدرٍ ضيق.
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
تابعونا فى المقاله القادمة و " العارف بالله مطمئن إلى اختيار ربه ومؤمن بقضائه "
****
مستفاد من محاضرة : " عظم ربك " للشيخ هاني حلمي