(والذين أذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
هذه اية كريمة من سورة الشوري قد تعكس تلك الحالة التي نعيشها في تلك الايام بين منتظر للاحتفال بالثورة وعفي الله عما سلف من أحداث مؤسفة وقعت في تلك المرحلة الانتقالية وبين من يري في يوم 25 يناير المقبل استكمالا لثورة لم تحقق الكثير من الاهداف ان لم نقل رجعنا الي أجواء عصر المخلوع وبشكل أكثر ضراوة في البداية الله سبحانه وتعالي وضع صفات للمؤمنين جعل من بينها وبصورة واضحة وجلية هي الانتصار للحق والوقوف في وجه الظلم وان علي وتكبر وجعل الصبر بالمفهوم الحقيقي لمعني الصبر هو القدرة علي تحمل المشاق والصعاب التي يتعرض لها الانسان أثناء مواجهته لقوي الظلم والطغيان وليس كما يعتقد الكثير من اخواننا الصوفية والسلفية الذين قد ينحرف عندهم الصبر ليتحول الي الخنوع والضعة والرضي بالذل والهوان وهذا بعيد جدا عن مراد الشرع فالله سبحانه وتعالي حين قال (انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب) هل من المعقول بان يكافئ الله العبد علي صمته وسلبيته في مواجهة القتلة والظالمين والمدافعين عن الفاسدين ممن أذاقوا شعبنا ويلات العذاب .وحين يقول الله تعالي (ولينصرن الله من ينصره )والمقصود ان نصر الله هو لمن عمل لاعلاء قيم الحق والعدل وحارب الظلم والفساد او ليست تلك دعوة صريحة وواضحة للفاعلية واعلاء الهمم والايجابية في التعامل مع الامور فما بالنا أذا تعلق الامر بمصير شعب بأكمله بل أمة اريد لها أن تعيش ردحا من الزمن في ظل أنظمة فاسدة جعلوها العوبة في أيدي أعدائها . ان تلك المرحلة تقتضي منا الترفع والتعالي علي جميع أختلافاتنا والتوحد والتضافر من أجل دفع هذا البغي والظلم عن كاهلنا بصورة سلمية كما بدأت ثورتنا لانخون بعضنا ولا يؤذي بعضنا بعضا مهما تنوعت وسائل مقاومة الظلم وليكن لنا قدوة في رسول الله ( ) بتعامله مع عبد الله بن أبي وهذا زعيم المنافقين الذي أساء للرسول وللاسلام أبلغ أساءة فما بالنا أذا كنا أخوة يجمعنا هدف جليل وعظيم هو رفعة شعبنا وتقدم بلادنا ولن يتأتي لنا ذلك الا بايماننا الكامل بأن تكويننا الذي خلقنا الله عليه وأراده لنا هوالعيش في عزة وكرامة ودليلنا قوله تعالي (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )المنافقون :8 اللهم احفظ بلدنا وشعبنا من كل من أراد بهما السوء وهب لنا من أمرنا رشدا