أمجد Admin
عدد المساهمات : 23015 تاريخ التسجيل : 03/11/2010 العمر : 34
| موضوع: القطــــعية الأحد أبريل 29, 2012 3:34 am | |
| الحمدلله والصَّلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن مما ابتُلٍي به كثير من المسلمين في هذا الزَّمان قطيعة الرَّحم ولا شكَّ أنَّ هذا ذنبٌ عظيمٌ وجرمٌ جسيمٌ، يفصم الرَّوابط ويقطع الشَّواجر ويبعث على التَّناحر ويشيع الشَّحناء ويحلُّ القطيعة والهجران.
وقد زجر الله -تعالى- من يفعل مثل هذا الفعل زجرًا شديدًا بل رتب عليه اللعنة والطَّرد من رحمته، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرَّعد 25].
وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لا يدخل الجنَّة قاطع» [متفقٌ عليه]، وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «الرَّحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» [رواه مسلم 2555].
كما أنَّ القاطع قد تعجَّل له عقوبته في الدُّنيا ولا يعرض له عملٌ وتغلق عنه أبواب السَّماء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: «إنَّ أعمال بني آدم تعرض كلّ خميسٍ ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحمٍ» [حسَّنه الألباني 2538 في صحيح التَّرغيب].
وإليك أخي القارئ بعض مظاهر القطيعة: - فمن النَّاس من لا يعرف قرابته بصلة لا بمالٍ ولا بجاهٍ ولا بخلقٍ تمضي الشُّهور وربما الأعوام، ولم يقم بزيارتهم ولا تودد إليهم بصلةٍ أو هديةٍ ولا دفع عنهم حاجةً أو ضرورةً أو أذيةً وقد تكون منازلهم قريبةً جدًّا ولكن قلوبهم والعياذ بالله متباعدة.
- ومن النَّاس كذلك من لا يشارك أقاربه في أفراحهم ولا يواسيهم في أتراحهم ولا يعين فقيرهم لتجده يقدم غيرهم عليهم في الصَّلات الخاصَّة الَّتي هم أحقِّ بها من غيرهم.
- ومن ذلك أنَّ بعض النَّاس ممَّن آتاه الله علمًا وأسلوبًا دعويًّا يحرص على دعوة الأبعدين ويغفل أو يتغافل عن دعوة الأقربين، وهذا لا شكَّ ينبغي فالأقربون أولى بالمعروف.
ومن مظاهر القطيعة: تحزيب الأقارب وتفريق شملهم – وتأليب بعضهم على بعض ومنهم من يصل أقاربه إن وصلوه ويقطعهم إن قطعوه وهذا في الحقيقة ليس بوصلٍ وإنَّما هو مكافئ. لأنَّ الواصل في الحقيقة هو الَّذي يصل قرابته لله -تعالى- سواءً وصلوه أم قطعوه.
أسباب قطيعة الرَّحم:
إذا نظرنا إلى قطيعة الرحم وجدنا أنَّها تحدث لأسبابٍ عديدةٍ تحمل على القطيعة منها: 1- الجهل: سواء كان بفصل الصِّلة أو بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة.
2- ضعف التَّقوى: فإذا ضعفت التَّقوى والخوف من الله ورقَّ الإيمان لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل ولم يطمع بأجر الصِّلة.
3- الكبر: فبعض النَّاس إذا نال منصبًا رفيعًا أو حاز مكانةً عاليةً تكبَّر على أقاربه وأنف من زيارتهم والتَّودد إليهم؛ لأنَّه يرى أنَّه أصبح ذا مكانةٍ وأنَّه أولى أن يزار ويؤتى إليه.
4- التَّكلف الزَّائد فبعض النَّاس إذا زار أحدًا من أقاربه تكلف لهم أكثر من اللازم وخسر الأموال الطَّائلة وأجهد نفسه في إكرامهم وقد يكون قليل ذات اليد ومن هنا تجد أنَّ أقاربه يقصرون عن المجيء إليه خوفًا من إيقاعه في الحرج.
5- بعد المسافة والتَّكاسل عن الزِّيارة فمن النَّاس من تنأى به الدِّيار ويشط به المزار فيبتعد عن أهله وأقاربه فإذا ما أراد المجيء إليهم بعدت عليه الشّقة فتثبط عن الزِّيارة.
6- سوء الخلق من بعض الزَّوجات: فبعض النَّاس يبتلى بزوجةٍ سيئة الخلق وتثنيه عن زيارتهم وصلتهم وتقعد في سبيله إذا أراد استضافتهم، وإذا استضافتهم أو زاروه لم تظهر الفرح والبشر بهم وإنَّما تظهر العبوس والتَّضجُّر منهم مما يسبب القطيعة بينهم.
وبعضهم يسلم القيادة لزوجته فإن رضيت عن وصلهم وصلهم وإن لم ترض عنهم قطعهم وهذا بلاء عظيم أن تكون القوامة للمرأة.
وهناك أساب كثيرة فمن أراد الاستزادة فعليه بالرُّجوع إلى كتب أهل العلم. فيجب على المرء أن يعمل على إزالة الأسباب الَّتي تؤدي إلى القطيعة فيتعلم فضل الصِّلة وعواقب قطعها ويتواضع وألا يتكلف في الزِّيادة وألا يسوف ويتكاسل وأن يكون هو القوام في البيت ويعلم زوجته أن هذا واجب من الواجبات.
رزقنا الله وإيَّاكم العمل بكتابه وسنَّة نبيِّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
وزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلاميَّة إدارة مساجد محافظة العاصمة المراقبة الثَّقافيَّة دولة الكويت | |
|